يابانوفيل، عندما كنت يابانياً
قوانين مدروسة!

قوانين مدروسة!
عندما تعيش في المُجتمع الياباني تشعُر للوهلة الأولى بالتنظيم والترتيب بشكل مُبالغ فيه في جميع نواحي الحياة، بمعنى أن هُناك دائماً قوانين و أنظمة تم إعدادها – ولازال يتم تحديثها و تطويرها بشكل مُستمر – من الحكومة اليابانية بشكل جيد لتُطبق في جميع مناحي الحياة … والغريب في الموضوع أن السائح أو الأجنبي وحتى بعض اليابانيين قد لا يشعروا بوجود تلك القوانين!، ولكن إذا دققت و حللت كُل شيء من حولك داخل المُجتمع الياباني ستشعُر حتماً بهذه القوانين بصرف النظر إذا كُنت أجنبي أو ياباني. وفي الحقيقة، هُناك سببين رئيسيين لعدم الشعور بوجود مثل تلك القوانين في الحياة اليومية … فالسبب الأول يكمُّن في الحلقة المُفرغة لحياة الشخص الياباني، فهو يستيقظ ليذهب إلى عمله ثم يعود للمنزل للأكل و لنيل قسط قليل من الراحة ثم الخلُود للنوم مُجدداً حتى يستيقظ في اليوم التالي ويذهب للعمل في موعده وهكذا … وهذا الضغط المُستمر في حياته العملية يجعله لا يشعُر بهذه القوانين في أغلب الأحيان لأنه في حلقة مُفرغة لا يستطيع الهروب من أغلالها إلا عند موته أو إقباله على الإنتحار. والسبب الثاني – وهو الأهم و الأكثر تأثيراً – أن الحكومة تجتهد في التسويق لمثل هذه القوانين جيداً للشعب الياباني، وبالتالي عندما تفرضها عليه لا يشُعر أغلب اليابانيين بتفاصيلها ومدى تأثيرها على حياتهُم سوى بالإيجاب أو السلب. فمثلاً عندما تُعلن الحكومة عن قانون لدّعم العائلات اليابانية التي لديها أطفال، فإذا كُنت سائحاً أو يابانياً لا تُدقق في التفاصيل ستشعُر بسعادة داخلية للوهلة الأولى لأنك ترى أن الحكومة تحرص على مُساعدة العائلات اليابانية … ولكن إذا تعمّقت بالتفاصيل وذهبت لتلقي هذا الدّعم كشخص ياباني أو الاستفسار كشخص أجنبي ستجد أن هُناك شروط كثيرة لمن ينطبق عليه تلقي هذا الدعم المادي من الحكومة، وهذا يعني أن فئة قليلة فقط ستستفيد بهذا الدعم المادي … ومع ذلك فمع التسويق الجيد للقانون من الحكومة اليابانية الأغلب لم يشعُر بهذا وقِس على ذلك قوانين عديدة في الحياة اليومية هُناك.