يابانوفيل، عندما كنت يابانياً

كودوكوشي 孤独死

هناك ظاهرة منتشرة ومتزايدة في اليابان، لاحظتها أثناء إقامتي هناك  ويُطلق عليها اسم “كودوكوشي孤独死” وهي تعني موت الشخص بمفرده دون أن يكتشف موته أحدًا لفترة طويلة  قد تستمر إلى بضع أيام أو عدّة أشهر. يتعرض كبار السن لهذه الظاهرة في أغلب الأحيان نظرًا لانعزالهم عن بقية أفراد أسرهم أو إصابتهم بأمراض الشيخوخة كالخرف وغيرها من الأمراض الأخرى. وبالتالي عندما يموت هذا الشخص يكون وحيدًا ولا يدري عن وفاته أحد من عائلته ولا يكتشف خبر وفاته إلا بعد فترة قد تصل إلى أيام وشهور. ظهر المصطلح لأول مرة في الصحف اليابانية في فترة السبعينات، وغطّت الصحف اليابانية هذه الظاهرة في عام 2000 بشكل مكثّف بعد اكتشاف جثة رجل مسّن يبلغ 69 عامًا بعد ثلاثة سنوات من وفاته. العجيب في الأمر أن هذا الرجل اكتشفت وفاته أثناء موعد سحب إيجاره الشهري من حسابه المصرفي بعد استنفاد مدخراته وعُثر على هيكله العظمي في منزله والجثة قد التهمتها الديدان والخنافس. فبحسب إحصائيات من هيئة الإذاعة اليابانية العامة فهناك حوالي 32000 حالة لهذه الظاهرة فقط في عام 2009 داخل اليابان منهم حوالي 2000 حالة فقط في مدينة طوكيو العاصمة. يعود السبب الرئيسي لانتشار هذه الظاهرة في المجتمع الياباني إلى حالة اللامبالاة الاجتماعية وضغوطات الحياة. فأغلب اليابانين مهتمين فقط بحياتهم الخاصة متجاهلين حتى أقرب الأشخاص إليهم كأفراد الأسرة والأصدقاء، فلكل فرد له حياته الخاصة ويركز على زيادة إنتاجيته لتحقيق مزيدًا من الأموال حتى تدور عجلة الرأسمالية داخل هذا العالم الموحش والقاسي. وبالتالي يلجأ بعض كبار السن إلى العزلة الاجتماعية عن بقية أفراد الأسرة كآلية للتكيف مع الحياة القاسية. فهم يشعرون بالإهانة إذا طلبوا من أحد المساعدة ويترددون كثيرًا قبل طلب ذلك لأنهم نشأوا في هذه البيئة المعزولة إجتماعيًا في فترة شبابهم ويُدركون جيدًا أن بنسبة كبيرة لن يقدّم له أحدًا المساعدة.

غنيم الغنيم

١٣ عاماً قضيتها طالباً، مهندساً، أباً، في اليابان ساعدتني في أن أكون قادر على كتابة جميع السطور التي ستقرؤونها في هذا الموقع. اسمي غنيم عبدالله الغنيم. حتى عام ٢٠٠٧م، كنت ذلك الرجل الذي كان يعمل في مصانع المدينة الصناعية في مدينة الرياض. ولكني اليوم على أعتاب الحصول على درجة الدكتوراه في إدارة وهندسة النظم من أحد أعرق جامعات اليابان. أعتقد أنه لايوجد شخص عاش مثل هذه الحياة الممتعة. وبهذا أعتقد أني عبرت عن نفسي باختصار.
مقالات بواسطة غنيم الغنيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *