يابانوفيل، عندما كنت يابانياً

الحب الافتراضي في اليابان!

أخبرتكُم سابقاً أن أغلب اليابانيين يُعانوا من ضغوطات اجتماعية هائلة بسبب طول ساعات العمل، وبالتالي انعدام الحياة الإجتماعية، الأمر الذي ينعكس بشكل أو بآخر على الحياة العاطفية. ولذلك يُحاول بعضهُم الهرب من هذه الضغوط لأن واقعهُم لا يُعجبهُم، ومن ضمن طُرق الهروب من الواقع هو البحث عن شريك من الجنس الآخر. وبالطبع هذا الأمر مُشترك بين النساء و الرجال على حد سواء. فعلى سبيل المثال، الرجل الياباني الذي لا يمتلك حياة اجتماعية بسبب ضغوطات وطول ساعات العمل والذي لا يقدر على الزواج بسبب مصاريفه المرتفعة ومسؤولياته لا يكون أمامه سوى الإنتحار أو الهروب من الواقع من خلال الحُب الافتراضي. ومن يختار الخيار الثاني، نجده يتردد على الحانات الجنسية ليختار مُواصفات الفتاة الحسناء التي كان يتخيلها في عقله ويرغب في الارتباط بها في الواقع. ولكن في هذا المكان هو يستمتع معها لبعض الوقت ليهرب من الواقع – ولو حتى لبعض الوقت – وستندهشون أكثر عندما أخبركُم بأن حوالي 25% من الرجال اليابانيين تحت سن 40 عام لا يستطيعون الزواج! وهذا ليس كُل شي، فالمُصيبة أن بعض الشركات اليابانية استغلت هذا الأمر بشكل تُجاري وبدأت في تصنيع دُمى جنسية لها نفس أبعاد، ملمس، شعر و أعضاء المرآة الطبيعية! بما في ذلك الأعضاء الجنسية – بحيث يقوم الرجُل بشرائها والعيش معها و مُمارسة الجنس تماماً كما لو أنها زوجته. وهُناك شركات أخرى طورّت من تقنية “الهولوجرام” و الذكاء الاصطناعي في الدُمى الجنسية لتُبادر الرجل نفس المشاعر و الأحاسيس. بل حتى أن الموضوع وصل إلى استئجار عائلة لبعض الوقت! فهُناك برنامج للمُذيع الأمريكي الشهير “كونان برايان”، قام بعمل ما يُشبه الوثائقي القصير عن ظاهرة “استئجار العائلات في اليابان … حيث هُناك شركة استغلت انعدام الحياة الاجتماعية لدى الكثير من اليابانيين، وبالتالي وفرت لهُم خدمة تسمح لهُم باختيار أفراد عائلتهُم من أب وأم وزوجة أو زوج وأطفال لقضاء بعض الوقت مع الشخص – حسب الاتفاق و ما سيدفعه للشركة – ثم يعود هذا الشخص بعد ذلك لحياته الطبيعية و واقعه الأليم الخالي من الحياة الاجتماعية و العاطفية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *