يابانوفيل، عندما كنت يابانياً

النظافة الشخصية

 حسناً، أريد أن أوضح أن هناك فرق بين النظافة الشخصية والنظافة العامة. فأنا هنا أتحدث عن النظافة الشخصية وليست نظافة الشوارع أو الأماكن العامة. عند النظر أو الإحتكاك باليابانيين للوهلة الأولى قد تظُن أنهُم يحُافظوا على نظافتهُم الشخصية بشكل كامل، وصراحة أنا كُنت أعتقد ذلك أيضاً في بداية إقامتي باليابان. ولكن في الحقيقة هُناك بعض المواقف التي رأيتها في المُجتمع الياباني جعلتني أعيد نظري مرة أخرى فيما يتعلق بمسألة النظافة الشخصية لدى اليابانيين – ولازالت بالمُناسبة موجودة بِهِم حتى الآن. في أحدى المرات كُنت أنتظر شخص ياباني خارج إحدى دورات المياه العامة ليقضي حاجته، وكان يسبقني شخص أو اثنين أمامي حسب ما أتذكر، ولم يلبث أن خرج الشخص الياباني الذي كان بالداخل وتوجه مباشرة ليغسل يديه وأنا أراقبه في صمت وهُنا كانت الصدمة! الرجل قام بغسل فقط الإصبعين – حرفياً – الذين استخدمهُما فقط في قضاء حاجاته ببضع قطرات من المياه! ولم يغسل يديه بالكامل كما هو من المُفترض بعد استخدام مكان غير نظيف كدورة المياه العامة التي يستخدمها مئات الأشخاص غيره. بعض اليابانيين يستخدمون قطعة قماش مربعة يسمونها “الهانكاتشي ハンカチ”في تجفيف يديهُم بعد قضاء حاجاتهُم، ثم يستخدموا نفس قطعة القماش في تجفيف رقبتهُم أو وجههم أو شعرهُم أو رُبما أماكن أخرى لا أعلمها! حتى عندما أدخل حمامات الأونسن اليابانية، فلعلك تعلم أنهم “الرجال” يكونون في حالة عري كامل مثير للجدل! إلا أنا فأكون قد قمت بتغطية الأماكن الحساسة بمنشفة لتجنب العيون المنحرفة. وهذه المنشفة هي موجود بالأساس ومجهزة للاستخدام من قبل إدارة المكان، لكني لا أعلم لماذا لا يستخدمونها!؟ فلك أن تتخيل أنك تشاهد الرجال وشعر العانة لديهم وكأنه أشبه بالغابة السوداء! وكذلك شعر الإبط بنفس الكثافة. يالها من كمية البكتيريا المتراكمة! ماهي الرائحة التي ستصدر منهم!؟ إن هذا هو أجل مشهد لاختلاف الثقافات بين الأمم. ولا يتوقف الأمر على هذا، فكيف إن قلت لك حتى النساء في اليابان لا يحلقون شعر العانه؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *